تقاسيم على وتر دمشق
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تقاسيم على وتر دمشق
تقاسيم على وتر دمشق
شعر: عمر إدلبي- سورية
واللَّيلُ يرميني بِلا ظِلٍّ
على خوفي
فَأَبكي
لا تغيبي عَنْ حفيفِ دمي
لئلا تستبيحَ النَّارُ أثوابي
وتضربَ قامتي
قبلَ انهمارِكِ في هجيري
عيناي تَرتَعِدَانِ
من أقصى هُبوب البَردِ
حتَّى أوّلِ الرَّجفاتِ في جفنيَّ
أخشَى أن تبعثرَني الدُّروبُ
وينتهي حلمي
بمفترقِ السَّريرِ
واللَّيلُ يجمعني على بعضِي
سأغُدو بذرةً
فمتَى تعانِقُني ضفائِرُ
من شموسِكِ
كيف يبتدئُ ابترادُ قصيدتي
وأنا قتيلُ مسافةِ الوَهمِ الجَبَانِ
ذبيحُ سطرٍ
يَعْتَليهِ فراغُ رؤيَايَ الصَّغيرةِ
كيفَ تنتظِمُ الحروفُ على السُّطورِ
ضُمِّي لُهاثِيَ يا دمشقُ
تعبتُ في صيِدِ الشَّهيقِ
سَئِمتُ من ذُلِّي
على بابِ الغيومِ
وما عثرتُ عليَّ بَعْدُ
مُدِّي فضاءَكِ نحوَ أقمارِي
أصيرُ سحابةً
مُدِّي ظلالَكِ
لمْ يَعًدُ يجدِي اختفائِي
خلفَ قطعانِ السَّرابِ
وليسَ في الكُثبانِ رعْدُ
خمساً وعشرينَ احترقتُ
على فؤوسِ كآبتي
وَأنا ابنُ سُنبلةٍ
أَفاقَتْ في صباحٍ من عيونِكِ
جَدِّديني
لَمْ أَعُدْ أقوى على ريحٍ تَخَطَّفني وَتَعدو
خَمساً وعشرينَ التَهَمتُ
مِنَ السِّنينِ
أَفيقُ مُنتصباً
وَيَنَكَسِرُ انتصابيَ في المَسَاءْ
تَتَلَعَثَمُ الخفقاتُ في بَرَدى
وتختَصرُ المَآذنُ صوتَهَا
فَأرى حبالَ اللَّيلِ
مُطبقةً عليَّ
وليس للنارنجِ طعمٌ
غيرَ أملاحِ الخَليفةِ
كيفَ يغسلُ وجَههُ بندى الكُرومِ
وقد تَمَدَّدَ لَونُهُ
فوقَ الضَّريحِ المُرِّ
كَبَّلَهُ البُكاءْ
والصمَّتُ يسرقُ ما تبقَّى
منْ نوافيرِ البيوتِ
وهذهِ الكَفُّ الجريحةُ
لا تُهطِّلُ غيرَ أوجاعِ البلادِ
تبوحُ ذاكرتي بدمعِ المرجةِ الحمراءِ
ألمحُ ما تُخَبِّئُهُ عيونُكِ
مُرَّةٌ هذي الدُّموعُ
تعيدنِي نيرانُ خيبَتِهَا الحزينةُ
ألفَ موتٍ للوراءْ
لا شَأنَ لي بالصَّمت
فالأبوابُ تعرِفُني
وتهمسُ كي أعانقَها
ونعصرَ إن غفا ذئبُ الشَّوارعِ
غيمةً من ياسمينٍ
لا تقيِّدُهُ الذِّئابُ
لا شَأنَ لي بالموتِ
هذي الشَّامُ أمٌّ للبروقِ الخُضرِ
يَسنُدُ منكباها قاسيونَ
فكيفَ يُغرِقُهَا سَحَابُ
تَتَبَرعَمُ الأَسيافُ في أَنسامِهَا
ويموجُ في عُنقودِهَا
خمرُ الأُلوهةِ والهُدى
صُوفِيَّةٌ والنَّخلُ سُبْحَةُ عشقِها
أُمٌّ تهدهِدُ نوحَ عشرينٍ
وتنسجُ دمعَهَا
دفئَاً لبردِ عنادِهِمْ
تَسْتَافُ جفوَتَهُم بأَورَادِ الدُّموعِ
وتُشعلُ القنديلَ إن أرخَى السَّتائرَ
في أماسيهم ضَبَابُ
لكِ دَمعُ قلبي
ليتَ لي نبعاً أُدغدِغُهُ
فيعصرُ بوحَهُ الحَاني
على خَدَّيكِ
كيمَا تحتفي بِحدائقِ الجُوريِّ
في فِردوسِ سحرِهمَا العُطورُ
لَكِ دَمعُ قلبي
قَدْ أتيتُ إليكِ مُنكَسِراً على ظِلِّي
فَهَل أحظَى بغيمةِ يَاسمينٍ
من مَلائِكَةِ النَّدى
كيمَا يُوَرِّثَنِي صَبَابَتَهُ العَبيرُ
دَمِيَ العبورُ على خُلودِكِ
فاجعَلي من أضلُعي
جِسرَاً إِليَّ
أَراكِ تمتزجينَ بالوَصلِ الشَّهيِّ
أَراكِ أنفاسَاً
تُلاحقُ صدريَ المشتَاقَ
كي تَرفُو ثُقوبَ الرُّوحِ من طَعَنَاتِ
أَشواكِ المَنَافي
واشتعالاتِ الحُدودِ
ومديَةِ السُّلطانِ
ضُمينيِ لتخلَعَ كأسَهَا
عن ثَوبِ أَحلامي الخُمورُ
ضُمِّي بُكَائِيَ يا دِمشقُ
فِداؤُكِ الخفقاتُ في صدري
فداؤك ما تَفَتَّحَ من زُهورِ ولادتي
دمي البنفسجُ
والقرنفلُ
والعبورُ
دَمِيَ البنفسجُ
والقرنفلُ
والعبورُ
شعر: عمر إدلبي- سورية
واللَّيلُ يرميني بِلا ظِلٍّ
على خوفي
فَأَبكي
لا تغيبي عَنْ حفيفِ دمي
لئلا تستبيحَ النَّارُ أثوابي
وتضربَ قامتي
قبلَ انهمارِكِ في هجيري
عيناي تَرتَعِدَانِ
من أقصى هُبوب البَردِ
حتَّى أوّلِ الرَّجفاتِ في جفنيَّ
أخشَى أن تبعثرَني الدُّروبُ
وينتهي حلمي
بمفترقِ السَّريرِ
واللَّيلُ يجمعني على بعضِي
سأغُدو بذرةً
فمتَى تعانِقُني ضفائِرُ
من شموسِكِ
كيف يبتدئُ ابترادُ قصيدتي
وأنا قتيلُ مسافةِ الوَهمِ الجَبَانِ
ذبيحُ سطرٍ
يَعْتَليهِ فراغُ رؤيَايَ الصَّغيرةِ
كيفَ تنتظِمُ الحروفُ على السُّطورِ
ضُمِّي لُهاثِيَ يا دمشقُ
تعبتُ في صيِدِ الشَّهيقِ
سَئِمتُ من ذُلِّي
على بابِ الغيومِ
وما عثرتُ عليَّ بَعْدُ
مُدِّي فضاءَكِ نحوَ أقمارِي
أصيرُ سحابةً
مُدِّي ظلالَكِ
لمْ يَعًدُ يجدِي اختفائِي
خلفَ قطعانِ السَّرابِ
وليسَ في الكُثبانِ رعْدُ
خمساً وعشرينَ احترقتُ
على فؤوسِ كآبتي
وَأنا ابنُ سُنبلةٍ
أَفاقَتْ في صباحٍ من عيونِكِ
جَدِّديني
لَمْ أَعُدْ أقوى على ريحٍ تَخَطَّفني وَتَعدو
خَمساً وعشرينَ التَهَمتُ
مِنَ السِّنينِ
أَفيقُ مُنتصباً
وَيَنَكَسِرُ انتصابيَ في المَسَاءْ
تَتَلَعَثَمُ الخفقاتُ في بَرَدى
وتختَصرُ المَآذنُ صوتَهَا
فَأرى حبالَ اللَّيلِ
مُطبقةً عليَّ
وليس للنارنجِ طعمٌ
غيرَ أملاحِ الخَليفةِ
كيفَ يغسلُ وجَههُ بندى الكُرومِ
وقد تَمَدَّدَ لَونُهُ
فوقَ الضَّريحِ المُرِّ
كَبَّلَهُ البُكاءْ
والصمَّتُ يسرقُ ما تبقَّى
منْ نوافيرِ البيوتِ
وهذهِ الكَفُّ الجريحةُ
لا تُهطِّلُ غيرَ أوجاعِ البلادِ
تبوحُ ذاكرتي بدمعِ المرجةِ الحمراءِ
ألمحُ ما تُخَبِّئُهُ عيونُكِ
مُرَّةٌ هذي الدُّموعُ
تعيدنِي نيرانُ خيبَتِهَا الحزينةُ
ألفَ موتٍ للوراءْ
لا شَأنَ لي بالصَّمت
فالأبوابُ تعرِفُني
وتهمسُ كي أعانقَها
ونعصرَ إن غفا ذئبُ الشَّوارعِ
غيمةً من ياسمينٍ
لا تقيِّدُهُ الذِّئابُ
لا شَأنَ لي بالموتِ
هذي الشَّامُ أمٌّ للبروقِ الخُضرِ
يَسنُدُ منكباها قاسيونَ
فكيفَ يُغرِقُهَا سَحَابُ
تَتَبَرعَمُ الأَسيافُ في أَنسامِهَا
ويموجُ في عُنقودِهَا
خمرُ الأُلوهةِ والهُدى
صُوفِيَّةٌ والنَّخلُ سُبْحَةُ عشقِها
أُمٌّ تهدهِدُ نوحَ عشرينٍ
وتنسجُ دمعَهَا
دفئَاً لبردِ عنادِهِمْ
تَسْتَافُ جفوَتَهُم بأَورَادِ الدُّموعِ
وتُشعلُ القنديلَ إن أرخَى السَّتائرَ
في أماسيهم ضَبَابُ
لكِ دَمعُ قلبي
ليتَ لي نبعاً أُدغدِغُهُ
فيعصرُ بوحَهُ الحَاني
على خَدَّيكِ
كيمَا تحتفي بِحدائقِ الجُوريِّ
في فِردوسِ سحرِهمَا العُطورُ
لَكِ دَمعُ قلبي
قَدْ أتيتُ إليكِ مُنكَسِراً على ظِلِّي
فَهَل أحظَى بغيمةِ يَاسمينٍ
من مَلائِكَةِ النَّدى
كيمَا يُوَرِّثَنِي صَبَابَتَهُ العَبيرُ
دَمِيَ العبورُ على خُلودِكِ
فاجعَلي من أضلُعي
جِسرَاً إِليَّ
أَراكِ تمتزجينَ بالوَصلِ الشَّهيِّ
أَراكِ أنفاسَاً
تُلاحقُ صدريَ المشتَاقَ
كي تَرفُو ثُقوبَ الرُّوحِ من طَعَنَاتِ
أَشواكِ المَنَافي
واشتعالاتِ الحُدودِ
ومديَةِ السُّلطانِ
ضُمينيِ لتخلَعَ كأسَهَا
عن ثَوبِ أَحلامي الخُمورُ
ضُمِّي بُكَائِيَ يا دِمشقُ
فِداؤُكِ الخفقاتُ في صدري
فداؤك ما تَفَتَّحَ من زُهورِ ولادتي
دمي البنفسجُ
والقرنفلُ
والعبورُ
دَمِيَ البنفسجُ
والقرنفلُ
والعبورُ
djelloultv- عضو
- المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 03/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى